
- بعد أنباء زيادة مصروفات المدارس الخاصة 15%.. مناشدة عاجلة لوزير التعليم الجديد
- جثة مفصولة الرأس ومقيدة بجنزير وقفل أمام القطار.. ماذا قال شهود العيان بالإسكندرية؟
- أسبوع شديد الحرارة.. ارتفاع جديد في الحرارة والمحسوسة على القاهرة تصل لـ 40 درجة
- الأصغر بعد رمضان .. من هو "ميدو الحقيقي" الذي اقتحم نادي الـ 17 مع الأهلي؟
- التحالف الوطني يطلق المبادرة القومية لتكافؤ الفرص التعليمية للجميع
- 3 فعاليات متبقية في 2022 لفتح الحسابات البنكية مجانا وبلا حد أدنى للرصيد
- تحذير من التعرض للشمس.. الأرصاد تعلن طقس 6 أيام مقبلة
- حقيقة إلغاء الصف السادس الابتدائي بالعام الدراسي الجديد 2023
- مصادر: حسن عبد الله المرشح الأقرب لمنصب محافظ البنك المركزي خلفا لعامر
- تفاصيل ظهور السائح الفرنسي يان بوردون بعد عام من اختفائه في مصر
وائل قنديل يكتب: العسكرى يسقى شجرة الفوضى
السبت 09 يونيو 2012 - 12:04 مساءً

وائل قنديل
هل هو التاريخ يعيد نفسه أم أنها المخيلة الفقيرة البائسة لا تملك سوى النبش فى روث الماضى البغيض لتستخرج أبشع ما فيه؟
إن يونيو 2012 لا يختلف على الإطلاق عن يونيو 2010، المتغير الواحد أن «المجلس العسكرى» حل مكان «حسنى مبارك» دون تغييرات تذكر فى ماكينة العمل.
وما نتابعه من قصف عنيف بين منصة القضاء ومنصة البرلمان، يكاد يكون صورة طبق الأصل من موقعة طنطا بين دولة القضاء و دولة المحاماة فى مثل هذا اليوم منذ عامين، غير أن المسألة هذه المرة تتخذ منحى أكثر إسفافا و ابتذالا، حين يهبط رئيس نادى القضاة إلى هذا المستوى من الخطاب الخادش للصورة الجميلة لرجل القضاء فى الذاكرة المصرية.
إنها حرب جديدة بين «دولة القضاء» و«دولة البرلمان» أشعلها طرف ثالث معروف للجميع فى توقيت مدروس بدقة، تماما كما جرى قبل عامين.
فى الرابع من يونيو 2010 أشعل نظام مبارك حربا أهلية بين «إمارة القضاء» و«إمارة المحامين» على وقع حادث عابر بين محام ووكيل نيابة فى طنطا، حيث راحت آلة الحكم فى ذلك الوقت تغذى الصراع وتؤججه حتى أصيب مرفق العدالة بالشلل.
وفى ذلك الوقت كتبت بتاريخ 17 يونيو تحت عنوان «الحكومة تسقى شجرة الفوضى» ما يلى: «واضح أن أحدا من المتحاربين فى معركة المحامين والقضاة لا يريد العودة إلى حدود 4 يونيو. والمؤكد أن المسألة تجاوزت كونها اشتباكا فرديا، وقع فى ذلك اليوم، بين محام ووكيل نيابة فى طنطا لتصل إلى حرب أهلية يراد من ورائها إعادة ترسيم الحدود بين «إمارة القضاء» و«إمارة المحاماة» فى دولة غائبة ــ عمدا ــ عما يجرى.
إذن هى الحرب، بكل جنونها وعبثيتها، لكن المذهل والمخيف أن هناك حالة صمت وربما ارتياح من قبل الدولة لاستمرار المهزلة أطول وقت ممكن، رغم أن الدولة كانت تستطيع ــ لو أرادت ــ أن تخمد هذه الفتنة المجنونة فى مهدها منذ اليوم الأول، وكأن هناك من يريد أن يبقى القضاة والمحامون فرجة أمام الجميع لأقصى مدى.
هذا ما جرى وقيل قبل عامين، وأزعم أنه لا يختلف كثيرا عما يجرى فى اللحظة الراهنة.. فقط ضع كلمة «العسكرى» مكان «الدولة».
غير أن الجديد هذه المرة أن رئيس نادى القضاة يخوض الحرب ضد البرلمان مسلحا تسليحا خارجيا، وكأنها حرب بالوكالة، حيث يردد ويهدد بمعلومات وأسرار اخترعت حديثا فى دوائر الحكم لإعادة كتابة تاريخ الثورة، وما جرى فى موقعة الجمل، معركتها الكبرى الباسلة، وهى الرواية التى يحاول ترويجها الجنرال المرشح لبعث الحياة فى نظام مبارك، والإعلام الجالس على موائد المجلس العسكرى، فى امتهان آخر سافر لدماء الشهداء.
إنهم يريدونها حريقا مدمرا، كى يظهروا فى دور رجل المطافئ الهمام، ثم يجلسون فوق أنقاض وطن هم على استعداد لهدمه كى يستمروا سادته.



