
- مع إيقاف التنفيذ.. الحكم في واقعة "الطبيب المتهم بالتحرش داخل ميكروباص" بالزقازيق
- الإسعاف الاجتماعي".. توجيهات عاجلة من الرئيس بشأن الدعم الطارئ للمواطنين
- الجرعتين بـ200 جنيه".. إليك ما يجب معرفته عن لقاح كورونا قبل التطعيم
- موسيماني يوجه رسالة للجماهير عقب الخسارة من سيمبا
- عارضة أزياء أمريكية تطالب بايدن بإلغاء متابعتها على تويتر
- مدبولي يُوجه بتوفير 500 مليون جنيه تعويضات لسرعة تنفيذ تطوير الطريق الدائري
- بعد الحديث عن رؤية الذات الإلهية.. "القراء" تحيل محمود الشحات أنور للجنة القيم
- تأكيد وحظر.. التعليم تصدر تعليمات مهمة بشأن امتحانات أولى وثانية ثانوي
- 4 أيام أمطارًا.. الأرصاد تكشف حالة الطقس والظواهر الجوية حتى الأربعاء
- هيئة الدواء الأمريكية: جرعة واحدة من لقاح "جونسون آند جونسون" فعالة ضد كورونا
دلجا: نموذج لقرية مصرية
السبت 21 سبتمبر 2013 - 02:34 مساءً

عماد جاد
حالة «دلجا» تقتضى المسارعة بتحويلها إلى مدينة فورا حتى تبدأ خطة عاجلة لإمدادها بالخدمات الإنسانية الأساسية من مستشفى مركزى وقسم بوليس على مستوى مركز، مدارس ووحدات خدمية شاملة. وفى تقديرى أن حالة «دلجا» يمكن أن تكون حالة مثالية للنهوض بقرية (مدينة) مصرية بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، فهناك متطلبات تقوم بها الدولة، ومبادرات لا بد أن يقوم بها القطاع الخاص للمساعدة فى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى تلك القرية المصرية. فإذا كانت قوات الشرطة والجيش قد تمكنت من اقتحام القرية وإزالة المتاريس وفك أسر جزء من أهل القرية وقعوا فريسة لجماعات إرهابية وعصابات إجرامية، قوات الأمن مشطت القرية وقبضت على من استطاعت القبض عليهم من المجرمين، وتسعى إلى تبديد مخاوف أهل القرية الذين غادروها هربًا وخوفًا أو تحت وقع التهديد كى يعودوا مجددًا إلى منازلهم، قوات الأمن لن تبقى إلى ما لا نهاية، لا بد أن ترحل يومًا ما، ووجودها يساعد فى حفظ الأمن والتصدى لجماعات العنف والإرهاب، لكنها لن تكون قادرة على إجبار الناس على العيش المشترك والعودة إلى حياتهم الطبيعية، لا يمكن لطرف خارجى أن يجبر البشر على التعايش مع بعضهم البعض والتعامل بشكل طبيعى، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فالقضية ليست مجرد توفير الأمن عبر القوات، مع أهميته وحيويته، لكن القضية هى تقبل البشر بعضهم لبعض وتسرب الأمن إلى داخل النفوس، وهى أمور لا يمكن أن تتحقق إلا بإزالة رواسب الكراهية والعداء النابعين بالأساس من التعصب والتطرف والأخيرين ينموان بقوة فى بيئة يسودها الفقر والجهل والتخلف، وهنا تأتى أهمية مبادرة القطاع الخاص المصرى وعدد من رجال الأعمال الوطنيين الشرفاء بالذهاب إلى هذه القرية ودراسة ظروفها على أرض الواقع وبدء مشروعات تنموية فورًا كبناء مصانع أو شركات ضخمة توفر فرص عمل لأبناء القرية، وتشارك فى تمويل منح دراسية وبناء مجمعات للخدمات، باختصار القيام بعدد من المضروعات التى تنتشل «دلجا» وأهلها من الفقر والجهل والتخلف، فى حال تحسن الأوضاع الاقتصادية وتوفير الخدمات الأساسية ستتوافر فورًا بيئة نموذجية للعيش المشترك والحياة الطبيعية بين المصريين، فأهل مصر عاشوا آلاف السنين معًا تقلبت بهم الأحوال واعتنقوا ديانات وغيروا مذاهب وكانت بينهم على الدوام مساحات مشتركة تتغلب على التعصب والتطرف وضيق الأفق، لكن فيروس الجهل والفقر والمرض والتخلف كان باستمرار القاتل لكل تجارب العيش المشترك فى مصر. على الدولة المصرية أن تتحرك فورًا وتدرس عملية تحويل القرية إلى مدينة، فتوفر لها الخدمات الأساسية وعلى رجال الأعمال الشرفاء المبادرة بدراسة القيام بمشروعات تنموية فى المنطقة ومن قبلها تقديم مساعدات عاجلة للمطحونين من أهل «دلجا». الشرطة تحفظ الأمن وتضبط الأوضاع، لكنها لا توفر بيئة ملائمة فى حد ذاتها للعيش المشترك، الذى يتحقق بمسؤولية مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص.
مصدر الموضوع: التحرير



